إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (٦٤) خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) (٦٥) [سورة الأحزاب : ٦٢ ـ ٦٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) والسنة : الطريقة في تدبير الحكم. وسنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : طريقته التي أجراها بأمر الله تعالى ، فأضيفت إليه. ولا يقال سنته إذا فعلها مرة أو مرتين ، لأن السنة الطريقة الجارية. والمعنى : سن الله في الذين ينافقون الأنبياء ، ويرجفون بهم أن يقتلوا حيثما ثقفوا. (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) أي : تحويلا وتغييرا أي : لا يتهيأ لأحد تغييرها ، ولا قلبها من جهتها ، لأنه سبحانه القادر الذي لا يتهيأ لأحد منعه مما أراد فعله.
ثم قال سبحانه (يَسْئَلُكَ) يا محمد (النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ) يعني القيامة (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ) لا يعلمها غيره (وَما يُدْرِيكَ) يا محمد أي : أي شيء يعلمك من أمر الساعة؟ ومتى يكون قيامها أي : أنت لا تعرفه. ثم قال : (لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) أي : قريبا مجيئها. ويجوز أن يكون أمره أن يجيب كل من يسأله عن الساعة بهذا ، فيقول : لعل ما تستبطئه قريب ، وما تنكره كائن. ويجوز أن يكون تسلية له صلىاللهعليهوآلهوسلم أي : فاعلم أنه قريب ، فلا يضيقن صدرك باستهزائهم بإخفائها. (إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) أي : نارا تستعر وتلتهب (خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) أي : وليا ينصرهم ، ونصيرا يدفع عنهم (١).
* س ٢٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (٦٦) وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (٦٧) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ١٨٢.