* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) (١٤) [سورة سبأ : ١٤]؟!
الجواب / قال جعفر بن محمد عليهالسلام : «إن سليمان بن داود عليهالسلام قال ذات يوم لأصحابه : إن الله تبارك وتعالى قد وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، سخر لي الريح والإنس والجن والطير والوحوش ، وعلمني منطق الطير ، وآتاني من كل شيء ، ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم سروري يوما إلى الليل ، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد ، فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي ، فلا تأذنوا لأحد عليّ لئلا يرد عليّ ما ينغص علي يومي. فقالوا : نعم.
فلما كان من الغد ، أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره ، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه ، مسرورا بما أوتي ، فرحا بما أعطي ، إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره ، فلما أبصر به سليمان عليهالسلام ، قال له : من أدخلك إلى هذا القصر ، وقد أردت أن أخلو فيه هذا اليوم ، وبإذن من دخلت؟ قال الشاب : أدخلني هذا القصر ربّه ، وبإذنه دخلت. فقال : ربّه أحق به مني ، فمن أنت؟ قال : أنا ملك الموت. قال : وفيم جئت؟ قال جئت لأقبض روحك. قال : امض لما أمرت به ، فهذا يوم سروري ، وأبى الله عزوجل أن يكون لي سرور دون لقائه.
فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه ، فبقي سليمان متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله ، والناس ينظرون إليه وهم يقدّرون أنه حي ، فافتتنوا فيه ، واختلفوا ، فمنهم من قال : إن سليمان قد بقي متكئا على عصاه