قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ الجنّ يشكرون الأرضة ما صنعت بعصا سليمان عليهالسلام ، فما تكاد تراها في مكان إلا وعندها ماء وطين» (١).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (١٧) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (١٨) فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (١٩) [سورة سبأ : ١٥ ـ ١٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القمي : فإن بحرا كان من اليمن ، وكان سليمان أمر جنوده أن يجروا له خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ، ففعلوا ذلك ، وعقدوا له عقدة عظيمة من الصخر والكلس حتى يفيض على بلادهم ، وجعلوا للخليج مجاري ، فكانوا إذا أرادوا أن يرسلوا منه الماء أرسلوه بقدر ما يحتاجون إليه ، وكان لهم جنّتان عن يمين وشمال ، عن مسيرة عشرة أيام ، فيها يمرّ المارّ لا تقع عليه الشمس من التفافهما ، فلما عملوا بالمعاصي ، وعتوا عن أمر ربّهم ، ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا ، بعث الله على ذلك السد الجرذ ـ وهي الفأرة الكبيرة ـ فكانت تقتلع الصخرة التي لا يستقلعها الرجل ، وترمي بها ، فلما رأى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد ، فما زال الجرذ يقلع الحجر حتى خرّبوا ذلك السد ، فلم يشعروا حتى غشيهم السّيل ،
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٧٤ ، ح ٣.