فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) ـ فقال ـ مع قائمنا أهل البيت» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : في قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) : «صبّار على مودتنا ، وعلى ما نزل به من شدّة أو رخاء ، صبور على الأذى فينا ، شكور لله تعالى على ولايتنا أهل البيت» (٢).
* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٠) [سورة سبأ : ٢٠]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «لما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد علي عليهالسلام يوم الغدير ، صرخ إبليس في جنوده صرخة ، فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه ، فقالوا : يا سيدهم ومولاهم ، ماذا دهاك ، فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم : فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا. فقالوا : يا سيدهم ، أنت كنت لآدم.
فلمّا قال المنافقون : إنه ينطق عن الهوى ، وقال أحدهما لصاحبه : أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون ، يعنون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، صرخ إبليس صرخة بطرب ، فجمع أولياءه ، فقال : أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ قالوا : نعم ، قال : آدم نقض العهد ، لم يكفر بالرب ، وهؤلاء نقضوا العهد ، وكفروا بالرسول.
فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأقام الناس غير علي ، لبس إبليس تاج الملك ، ونصب منبرا ، وقعد في الوثبة (٣) ، وجمع خيله ورجله (٤) ، ثم قال
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٩١ ، ح ٥.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٧٣ ، ح ٤.
(٣) وقعد في الوثبة : أي الوسادة. «مرآة العقول : ج ٢٦ ، ص ٥٠٧».
(٤) رجله : أي رجالته.