جبرئيل ، كلما مرّ بأهل سماء فزع عن قلوبهم. يقول : كشف عن قلوبهم ، فقال بعضهم لبعض : ماذا قال ربكم؟ قالوا : الحق ، وهو العلي الكبير» (١).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٢٥) [سورة سبأ : ٢٤ ـ ٢٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فإنهم لا يمكنهم أن يقولوا ترزقنا آلهتنا التي نعبدها. ثم عند ذلك (قُلِ اللهُ) الذي يرزقكم (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) إنما قال ذلك على وجه الإنصاف في الحجاج ، دون الشك ، كما يقول القائل لغيره : أحدنا كاذب ، وإن كان هو عالما بالكاذب. وعلى هذا يقول أبو الأسود الدؤلي ، يمدح أهل البيت عليهمالسلام :
يقول الأرذلون بنو قشير |
|
طوال الدهر لا تنسى عليا (٢) |
بنو عم النبي ، وأقربوه |
|
أحب الناس كلهم إليا |
فإن يك حبهم رشدا أصبه |
|
ولست بمخطئ إن كان غيا |
***
لم يقل هذا لكونه شاكا في محبتهم ، وقد أيقن أن محبتهم رشد وهدى. وقيل : إنه جمع بين الخبرين ، وفوض التمييز إلى العقول ، فكأنه قال : أنا على
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٢.
(٢) بنو قشير : قبيلة من القيس ، كان ينزل أبو الأسود فيهم ، وكانوا يخالفونه في المذهب ، لأن أبا الأسود كان شيعيا ، فكانوا يؤذونه. وأنشأ هذه الأبيات في قصة ذكرها الشريف المرتضى (قدسسره الشريف) في (الأمالي راجع ج ١ ، ص ٣٩٢ ـ ٢٩٣) وذكره في (الأغاني : ج ١١ ، ص ١٣٠) مع اختلاف في ترتيب الأبيات ، وبعض ألفاظها.