ثم قال ؛ «وما الآية الأخرى؟» قلت : قول الله عزوجل : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) ، وإني أنفق ولا أرى خلفا؟
قال : «أفترى الله عزوجل أخلف وعده؟».
قلت : لا.
قال : «فممّ ذلك؟».
قلت : لا أدري.
قال : «لو أن أحدكم اكتسب المال من حلّه ، وأنفقه في حله ، ولم ينفق درهما إلا أخلف عليه» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن الرب تبارك وتعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل ، وفي كلّ ليلة في الثلث الأخير ، وأمامه ملكان يناديان : هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ اللهم أعط كل منفق خلفا ، وكل ممسك تلفا إلى أن يطلع الفجر. فإذا طلع الفجر عاد أمر الربّ إلى عرشه ، فيقسم الأرزاق بين العباد».
ثم قال للفضيل بن يسار : «يا فضيل ، نصيبك من ذلك ، وهو قول الله : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) فتقول الملائكة : (سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ)(٢).
* س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (٤٢) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، ح ٨.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٤.