* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٤٨) قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (٤٩) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) (٥٠) [سورة سبأ : ٤٨ ـ ٥٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : قوله (قُلْ) يا محمد (إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِ) ويلقيه إلى أنبيائه. (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) علم جميع الخفيات ، وما غاب عن خلقه في الأرضين ، والسنوات.
(قُلْ) يا محمد (جاءَ الْحَقُ) وهو أمر الله تعالى بالإسلام والتوحيد. وقيل : هو الجهاد بالسيف ، (وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ) أي : ذهب الباطل ذهابا لم يبق منه إبداء ، ولا إعادة ، ولا إقبال ، ولا إدبار ، لأن الحق إذا جاء لا يبقى للباطل بقية. وقيل : إن الباطل إبليس لا يبدىء الخلق ، ولا يعيدهم ، وقيل : معناه ما يبدىء الباطل لأهله خيرا في الدنيا ، ولا يعيد خيرا في الآخرة : ويجوز أن يكون ما استفهاما في موضع نصب على معنى : وأي شيء يبدىء الباطل ، وأي شيء يعيده. قال ابن مسعود : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكة ، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما ، فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول : (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ).
أقول وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «عليك بالمساكين فأشبعهم ، فإنّ الله عزوجل يقول : (وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ)(١).
ثم قال الطبرسي : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ) عن الحق كما تدعون (فَإِنَّما أَضِلُ
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٦.