عَلى نَفْسِي) أي : فإنما يرجع وبال ضلالي علي ، لأني مأخوذ به دون غيري (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ) إلى الحق (فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) أي : بفضل ربي حيث أوحى إلي ، فله المنة بذلك علي ، دون خلقه (إِنَّهُ سَمِيعٌ) لأقوالنا (قَرِيبٌ) منا فلا يخفى عليه المحق والمبطل (١).
* س ٢٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٥١) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٥٢) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)(٥٤) [سورة سبأ : ٥٤ ـ ٥١]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «والله لكأني أنظر إلى القائم عليهالسلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ، ثم ينشد الله حقه ، ثم يقول : يا أيها الناس ، من يحاجّني في الله فأنا أولى بالله. أيها الناس ، من يحاجّني في آدم فأنا أولى بآدم. أيها الناس ، من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح. أيها الناس ، من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم. أيها الناس ، من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى. أيها الناس ، من يحاجني في عيسى فأنا أولى بعيسى. أيها الناس ، من يحاجني في رسول الله فأنا أولى برسول الله. أيها الناس ، من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله. ثم ينتهي إلى المقام ، فيصلي ركعتين ، وينشد الله حقه».
ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : «هو والله المضطر في كتاب الله ، في قوله : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ)(٢) ،
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٢٢٦.
(٢) النمل : ٦٢.