«العمل الصالح : الاعتقاد بالقلب أن هذا هو الحق من عند الله لا شك فيه من ربّ العالمين» (١).
وقال : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ لكلّ قول مصداقا من عمل يصدّقه ، أو يكذّبه ، فإذا قال ابن آدم وصدّق قوله بعمل رفع قوله بعمله إلى الله ، وإذا قال وخالف عمله قوله ردّ قوله على عمله الخبيث ، وهوى في النار» (٢).
٣ ـ قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم ذكر سبحانه من لا يوحد الله سبحانه فقال : (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) أي : يعملون السيئات .. وقيل : يمكرون أي يشركون بالله. وقيل : يعني الذين مكروا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في دار الندوة ... وهو قوله (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) الآية. (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) في الآخرة. ثم أخبر سبحانه أن مكرهم يبطل فقال : (وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) أي : يفسد ويهلك ، ولا يكون شيئا ، ولا ينفذ فيما أرادوه (٣).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)(١١) [سورة فاطر : ١١]؟!
الجواب / ١ ـ قال الطبرسيّ : ثم نسق سبحانه على ما تقدم من دلائل التوحيد. فقال : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) بأن خلق أباكم آدم منه ، فإن الشيء يضاف إلى أصله. وقيل : أراد به آدم عليهالسلام نفسه (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) أي : ماء الرجل والمرأة (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) أي : ذكورا وإناثا. وقيل : ضروبا
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٨.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٨.
(٣) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٢٣٥.