وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب» (١).
وقال ابن عباس : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) ، قال : كان علي عليهالسلام يخشى الله ويراقبه ، ويعمل بفرائضه ، ويجاهد في سبيله ، وكان إذا صفّ في القتال كأنه بنيان مرصوص ، يقول الله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)(٢) ، يتبع في جميع أمره مرضاة الله ورسوله ، وما قتل المشركين قبله أحد (٣).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠) وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ)(٣١) [سورة فاطر : ٢٩ ـ ٣١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم وصف سبحانه العلماء ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) أي : يقرأون القرآن في الصلاة وغيرها. أثنى سبحانه عليهم بقراءة القرآن.
(وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) أي : ملكناهم التصرف فيه (سِرًّا وَعَلانِيَةً) أي : في حال سرهم ، وفي حال علانيتهم. وعن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، قال قام رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله! ما لي لا أحب الموت؟ قال : ألك مال؟ قال نعم. قال : فقدمه. قال : لا أستطيع. قال : «فإن قلب الرجل مع ماله ، إن قدمه أحب أن يلحق به ، وإن
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ٥٦ ، ح ٧.
(٢) الصف : ٤.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٩.