حَرِيرٌ (٣٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) (٣٥) [سورة فاطر : ٣٢ ـ ٣٥]؟!
الجواب / سئل الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) ، فقال : «الظالم يحوم (١) حوم نفسه ، والمقتصد يحوم حوم قلبه ، والسابق يحوم حوم ربه عزوجل» (٢).
وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام : «الظالم لنفسه : من لا يعرف حق الإمام ، والمقتصد : العارف بحق الإمام ، والسابق بالخيرات بإذن الله : هو الإمام ، (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) يعني السابق والمقتصد» (٣).
وقال أبو حمزة الثّمالي : كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليهالسلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة ، فقالا له : يا بن رسول الله ، إنما نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما : «سلا عما شئتما». قالا : أخبرنا عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ، إلى آخر الآيتين ، قال : «نزلت فينا أهل البيت».
قال أبو حمزة الثمالي : فقلت : بأبي أنت وأمي ، فمن الظالم لنفسه منكم؟
قال : «من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت ، فهو الظالم لنفسه».
__________________
(١) حام : أي دار. «مجمع البحرين ـ حوم ـ ج ٦ ، ص ٥٣».
(٢) معاني الأخبار : ص ١٠٤ ، ح ١.
(٣) معاني الأخبار : ص ١٠٤ ، ح ٢.