ونظرت إلى ما أعد الله لها من الكرامة ، قرأت : بسم الله الرحمن الرحيم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) ـ قال ـ فيوحي الله عزوجل إليها : يا فاطمة ، سليني أعطك ، وتمني علي أرضك ، فتقول : إلهي ، أنت المنى ، وفوق المنى ، أسألك أن لا تعذب محبي ومحبي عترتي بالنار ، فيوحي الله تعالى إليها : يا فاطمة ، وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذّب محبيك ، ومحبي عترتك بالنار» (١).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)(٣٧) [سورة فاطر : ٣٦ ـ ٣٧]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثم ذكر ما أعد الله لأعدائهم ـ يعني أعداء آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ومن خالفهم وظلمهم ، فقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) إلى قوله تعالى : (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها) أي يصيحون وينادون (رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) ، فرد الله عليهم فقال : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) أي عمرتم حتى عرفتم الأمور كلها (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عليّ ، ما بين من
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٨٣ ، ح ١٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٩.