الملك ، وذكر نحو ما تقدم بنوع من التغيير (١).
أقول : ولكن بمطالعة الآيات ، يبدو من المستبعد أن أهل تلك المدينة كانوا قد آمنوا ، لأن القرآن الكريم يقول : (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ).
ويمكن أن يكون هناك اشتباه في الرواية من جهة الراوي. وأيضا هناك سؤال : هل إن المرسلين هم رسل الله تعالى أم عيسى عليهالسلام :
ومن الجدير بالملاحظة أيضا أن التعبير ب (الْمُرْسَلُونَ) في الآيات أعلاه يدلل على أنهما أنبياء مرسلون من الله تعالى علاوة على أن القرآن الكريم يقول : بأن أهالي تلك المدينة (قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ) ، ومثل هذه التعبيرات ترد في القرآن الكريم عادة فيما يخص الأنبياء ، وإن كان قد قيل بأن رسل الأنبياء هم رسل الله ولكن هذا التوجيه يبدو بعيدا.
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (١٨) قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩) وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧) وَما أَنْزَلْنا
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٦٥٥.