اللحن ، إن أمير المؤمنين عليهالسلام قال على منبر الكوفة : إن من ورائكم فتنا مظلمة عمياء منكسفة ، لا ينجو منها إلا النومة ، قيل : يا أمير المؤمنين ، وما النومة؟ قال : الذي يعرف الناس ولا يعرفونه. واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله عزوجل ، ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة لله ، لساخت بأهلها ، ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه ، كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ، ثم تلا : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(١).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) (٣٥) [سورة يس : ٣١ ـ ٣٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم خوف سبحانه كفار مكة فقال : (أَلَمْ يَرَوْا) ألم يعلم هؤلاء الكفار (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) أي : كم قرنا أهلكناهم مثل عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم (أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) والمعنى : ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم لا يرجعون إليهم أي : لا يعودون إلى الدنيا ، أفلا يعتبرون بهم. ووجه التذكير بكثرة المهلكين أي : إنكم ستصيرون إلى مثل حالهم ، فانظروا لأنفسكم ، واحذروا أن يأتيكم الهلاك. وأنتم في غفلة وغرة ، كما أتاهم. ويسمى أهل كل عصر قرنا ، لاقترانهم في
__________________
(١) غيبة النعماني : ص ١٤١ ، ح ٢.