* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (٥٦) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (٦٤) [سورة يس : ٥٦ ـ ٦٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ) قال : «الأرائك : السرر ، عليها الحجال (١)» (٢).
وقال علي بن إبراهيم : قوله : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) ، قال : السّلام منه تعالى هو الأمان. قوله : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) ، قال : إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما على أقدامهم حتى يلجمهم العرق ، فينادون : يا ربنا ، حاسبنا ، ولو إلى النار. قال : فيبعث الله رياحا فتضرب بينهم ، وينادي مناد : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) ، فيميّز بينهم ، فصار المجرمون إلى النار ، ومن كان في قلبه إيمان صار إلى الجنة.
أقول : قال الصادق عليهالسلام : «من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبده) (٣).
__________________
(١) الحجلة : بيت كالقبة يستر بالثياب ، وتكون له أزرار كبار ، وتجمع على حجال. «النهاية : ج ١ ، ص ٣٤٦».
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢١٦.
(٣) اعتقادات الأمامية : ص ١٠٥ ، الشيخ الصدوق.