بشيء ، ويستحمّ بمائها الولهان والرجفان ليسكن ما به ، إن شاء الله تعالى» (١).
* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥) إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (٨) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (٩) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ) (١١) [سورة الصافات : ١ ـ ١١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) قال : الملائكة ، والأنبياء ، ومن صفّ لله وعبده (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) الذين يزجرون الناس (فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) الذين يقرءون الكتاب من الناس ، فهو قسم ، وجوابه (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)(٢).
أقول ـ بالطبع وردت احتمالات أخرى في تفسير الآيات المذكورة أعلاه ، منها ما يشير إلى صفوف جند الإسلام في ساحات الجهاد ، الذين يصرخون بالأعداء ويزجرونهم عن الاعتداء على حرمة الإسلام والقرآن ، والذين يتلون كتاب الله دائما ومن دون أي انقطاع ، وينورون قلوبهم وأرواحهم بنور تلاوته ، وهذا الاحتمال ورد أيضا في أن بعض هذه الأوصاف الثلاثة ، إنما هو إشارة إلى ملائكة اصطفت بصفوف منظمة ، والبعض الآخر يشير إلى آيات القرآن التي تنهى الناس عن ارتكاب القبائح ، والقسم الثالث يشير إلى
__________________
(١) البرهان : ج ٨ ، ص ٢٠٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢١٨.