قبله ، ثم حكى ما أعد الله للمؤمنين ، فقال : (أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ) يعني في الجنّة (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) ، قال : «يعلمه الخدام ، فيأتون به إلى أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه». وأما قوله عزوجل : (فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) ، قال : «فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنّة إلا أكرموا به» (٢).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٤) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)(٤٦) [سورة الصافات : ٤٣ ـ ٤٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) أي : وهم مع ذلك في بساتين فيها أنواع النعيم يتنعمون بها (عَلى سُرُرٍ) وهي جمع سرير (مُتَقابِلِينَ) يستمتع بعضهم بالنظر إلى وجوه بعض ، ولا يرى بعضهم قفا بعض. (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ) وهو الإناء بما فيه من الشراب (مِنْ مَعِينٍ) أي : من خمر جارية في أنهار ظاهرة العيون ، وقيل : شديد الجري. ثم وصف الخمر فقال : (بَيْضاءَ) وصفها بالبياض لأنها في نهاية الرقة مع الصفاء واللطافة النورية التي لها. قال الحسن : خمر الجنة أشد بياضا من اللبن ، وذكر أن قراءة ابن مسعود صفراء ، فيحتمل أن يكون بيضاء الكأس ، صفراء اللون. (لَذَّةٍ) أي لذة (لِلشَّارِبِينَ) ليس فيها ما يعتري خمر الدنيا من المرارة والكراهة (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٢٢.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٩٥ ، ٦٩.
(٣) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٣٠٥.