الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ)(١) ، فذكر عليهالسلام ما ابتلي به إبراهيم عليهالسلام ، فقال عليهالسلام : «ومنها : المعرفة بقدم بارئه ، وتوحيده ، وتنزيهه عن التشبيه ، حتى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس ، فاستدل بأفول كل واحد منها على حدوثه ، وبحدوثه على محدثه ، ثم علّمه عليهالسلام بأن الحكم بالنجوم خطأ ، في قوله عزوجل : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) ، وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة ، لأن النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية ، بدلالة قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : يا علي أول النظرة لك ، والثانية عليك لا لك» (٢).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٩١) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (٩٢) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (٩٣) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤) قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)(٩٦) [سورة الصافات : ٩١ ـ ٩٦]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن آزر أبا إبراهيم عليهالسلام كان منجما لنمرود ، ولم يكن يصدر إلا عن أمره ، فنظر ليلة في النجوم ، فأصبح وهو يقول لنمرود : لقد رأيت عجبا. قال : وما هو؟ قال : رأيت مولودا يولد في أرضنا ، يكون هلاكنا على يديه ، ولا يلبث إلا قليلا حتى يحمل به. قال : فتعجب من ذلك ، وقال : هل حملت به النساء؟ قال : لا. فحجب النساء عن الرجال ، فلم يدع امرأة إلا جعلها في المدينة لا يخلص إليها ، ووقع آزر بأهله ، فعلقت بإبراهيم صلىاللهعليهوآلهوسلم فظن أنه صاحبه ، فأرسل إلى نساء من القوابل في ذلك الزمان لا يكون في الرحم شيء إلا علمن به ، فنظرن ، فألزم الله عزوجل
__________________
(١) البقرة : ١٢٤.
(٢) معاني الأخبار : ص ١٢٧ ، ح ١.