(فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ) بأن أهلكناهم ، ونجينا إبراهيم ، وسلمناه ، ورددنا كيدهم عنه. وقيل : بأن أشرفوا عليه ، فرأوه سالما ، وتحققوا أن كيدهم لا ينفذ فيه ، وعلموا أنهم مغلوبون (١).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) (٩٩) [سورة الصافات : ٩٩]؟!
الجواب / قال إبراهيم بن أبي زياد الكرخي : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إن إبراهيم عليهالسلام كان مولده بكوثى ربى (٢) ، وكان أبوه من أهلها ، وكانت أم إبراهيم وأم لوط (٣) ـ سارة ورقية ـ أختين ، وهما ابنتا لاحج ، وكان لاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا.
وكان إبراهيم عليهالسلام في شبيبته على الفطرة التي فطر الله عزوجل الخلق عليها حتى هداه الله عزوجل إلى دينه واجتباه ، وأنه تزوج بسارة ابنة لاحج (٤) ، وهي ابنة خالته ، وكانت سارة صاحبة ماشية كثيرة ، وأرض واسعة ، وحال حسنة ، وكانت قد ملكت إبراهيم عليهالسلام جميع ما كانت تملكه ، فقام فيه فأصلحه ، وكثرت الماشية والزرع حتى لم يكن بأرض كوثى ربى رجل أحسن حالا منه.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٣١٨.
(٢) كوثى ربّى : موضع في العراق وبها مشهد إبراهيم الخليل عليهالسلام. «معجم البلدان : ج ٤ ، ص ٤٨٧».
(٣) قال المجلسي (رحمهالله) : وفي بعض النسخ : امرأة إبراهيم وامرأة لوط ، وهو أظهر. «مرآة العقول : ج ٢٦ ، ص ٥٥٦».
(٤) قوله عليهالسلام : ابنة لاحج ، الظاهر أنه كان : ابنة ابنة لاحج ، فتوهم النساخ التكرار فأسقطوا إحداهما ، وعلى ما في النسخ المراد ابنة الابنة مجازا ، وسارة ولاحج هنا غير المتقدمين ، وإنما الاشتراك في الاسم وعلى نسخة «الامرأة» لا يتحاج إلى التكلّف. «مرآة العقول : ج ٢٦ ، ص ٥٥٦».