(وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) أي : وعند الله ثواب ما صنع ... والمعنى : وإلى الله ترجع أواخر الأمور على وجه لا يكون لأحد التصرف فيها بالأمر والنهي. (وَمَنْ كَفَرَ) من هؤلاء الناس (فَلا يَحْزُنْكَ) يا محمد (كُفْرُهُ) أي : لا يغمك ذلك (إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا) أي : نخبرهم بأعمالهم ، ونجازيهم بسوء أفعالهم. (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي : بما تضمره الصدور لا يخفى عليه شيء منه (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً) أي : نعطيهم من متاع الدنيا ونعيمها ما يتمتعون به مدة قليل. (ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ) في الآخرة (إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) أي : ثم نصيرهم مكرهين إلى عذاب يغلظ عليهم ، ويصعب. (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَ) في جواب ذلك (اللهُ) خلقهما (قُلِ) يا محمد ، أو أيها السامع (الْحَمْدُ لِلَّهِ) على هدايته لنا ، وتوفيقه إيانا لمعرفته. وقيل : معناه اشكر الله على دين يقر لك خصمك بصحته ، لوضوح دلالته. (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ما عليهم من الحجة (١).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٧) [سورة لقمان : ٢٧]؟!
الجواب / قال الطبرسيّ : قرأ جعفر بن محمد عليهماالسلام : «والبحر مداده» (٢).
وقال علي بن إبراهيم : وذلك أن اليهود سألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الروح ، فقال : «الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا». قالوا : نحن خاصّة ، قال : «بل الناس عامّة».
قالوا : فكيف يجتمع هذان ـ يا محمد ـ تزعم أنك لم تؤت من العلم إلا
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٨٩.
(٢) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٥٠٣.