هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٩) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) (٤٠) [سورة ص : ٣٤ ـ ٤٠]؟!
الجواب / قال الطبرسيّ : روي أنّ الجنّ والشياطين لمّا ولد لسليمان ابن ، قال بعضهم لبعض : إن عاش له ولد لنلقين منه ما لقينا من أبيه من البلاء. فأشفق عليهالسلام منهم عليه فاسترضعه المزن ـ وهو السحاب ـ فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه ميتا ، تنبيها على أن الحذر لا ينفع من القدر ، وإنما عوقب عليهالسلام على خوفه من الشياطين. قال : وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام (١). علي بن يقطين : قلت لأبي الحسن موسى موسى بن جعفر عليهالسلام : أيجوز أن يكون نبي الله عزوجل بخيلا؟ فقال : «لا». فقلت له : فقول سليمان عليهالسلام : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ما وجهه وما معناه؟
فقال : «الملك ملكان : ملك مأخوذ بالغلبة ، والجور ، واختيار الناس ، وملك مأخوذ من قبل الله تبارك وتعالى ، كملك آل إبراهيم ، وملك طالوت ، وملك ذي القرنين. فقال سليمان عليهالسلام : هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، أن يقول : إنه مأخوذ بالغلبة ، والجور ، واختيار الناس ، فسخر الله تبارك وتعالى له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ، وجعل غدوّها شهرا ، ورواحها شهرا ، وسخّر له الشياطين كلّ بناء وغواص ، وعلم منطق الطير ، ومكن في الأرض ، فعلم الناس في وقته وبعده أن ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس ، والمالكين بالغلبة والجور».
قال : فقلت له : فقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رحم الله أخي سليمان ، ما كان أبخله!» فقال عليهالسلام : «لقوله وجهان : أحدهما : ما كان أبخله بعرضه ، وسوء
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٧٤١.