قليلا وقد أوتيت القرآن ، وأوتينا التوراة ، وقد قرأت (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ)(١) وهي التوراة (فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(٢)؟ فأنزل الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) ، يقول : علم الله أكثر من ذلك ، وما أوتيتم كثير فيكم ، قليل عند الله (٣).
وقال الطبرسيّ في (الاحتجاج) : سأل يحيى بن أكثم أبا الحسن العالم العسكري عليهالسلام عن قوله تعالى : (سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) ما هي؟ فقال : «هي عين الكبريت ، وعين اليمن ، وعين البرهوت (٤) ، وعين الطبريّة ، وجمّة (٥) ما سيدان ، وجمّة إفريقية ، وعين باهوران (٦) ، ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى» (٧).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ
__________________
(١) البقرة : ٢٦٩.
(٢) البقرة : ٢٦٩.
(٣) تفسير القميّ : ج ٢ ، ص ١٦٦.
(٤) برهوت : واد باليمن ، وقيل في أقصى تيه حضرموت. «معجم ما استعجم : ج ١ ، ص ٢٤٦».
(٥) الجمّة : المكان الذي يجتمع فيه ماؤه. «الصحاح ـ جمم ـ ج ٥ ، ص ١٨٩». وفي «ط» نسخة بدل و «ج» : «حمّة» في الموضعين ، والحمّة : العين الحارّة. «الصحاح ـ حمم ـ ج ٥ ، ص ١٩٠٤».
(٦) في طبعة أخرى : «ماجروان» وفي «ج ، ي» باحوران ، ولعلّ الصّواب : باجروان : وهي بلدة كبيرة من بلاد الجزيرة على نهر ، ومنها إلى الرقّة ثلاثة فراسخ. «الروض المعطار : ص ٧٤».
(٧) الاحتجاج : ج ٢ وص ٤٥٤.