أقول : أما قوله تعالى : (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ). هذه الآية ـ في الحقيقة ـ هي الرد المناسب على أولئك الذين يدنسون قدسية أنبياء الله العظام بادعاءات باطلة وواهية يستقونها من كتاب التوراة الحالي المحرف ، وبهذا الشكل فإنها تبرىء ساحته من كل تلك الاتهامات الباطلة والمزيفة ، وتشيد بمرتبته عند البارىء عزوجل ، حتى أن عبارة (حُسْنَ مَآبٍ) التي تبشره بحسن العاقبة والمنزلة الرفيعة عند الله ، هي ـ في نفس الوقت ـ إشارة إلى زيف الادعاءات المحرّفة التي نسبتها كتب التوراة إليه ، والتي تدعي أن سليمان أنجر في نهاية الأمر إلى عبادة الأصنام أثر زواجه من امرأة تعبد الأصنام ، وعمد إلى بناء معبد للأصنام ، إلا أن القرآن الكريم ينفي ويدحض كل تلك البدع والخرافات.
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (٤١) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (٤٢) وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٤٣) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٤٤) [سورة ص : ٤١ ـ ٤٤]؟!
الجواب / قال أبو بصير : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن بلية أيوب عليهالسلام التي ابتلي بها في الدنيا ، لأي علّة كانت؟
قال : «لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا وأدى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس من دون العرش ، فلما صعد ورأى شكر أيوب نعمة ربه حسده إبليس ، وقال : يا رب ، إن أيوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ، ما أدى إليك شكر نعمة أبدا ، فسلطني على دنياه حتى تعلم أنه لا يؤدي إليك شكر نعمة أبدا. فقيل له : قد سلطتك