وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) من الإنس والجن وكل خلق (الْعَزِيزُ) الذي لا يغلبه شيء ، ولا يمتنع منه شيء (الْغَفَّارُ) لذنوب عباده مع قدرته على عقابهم (١).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠) إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) (٧٥) [سورة ص : ٦٧ ـ ٧٥]؟!
الجواب / قال أبو حمزة : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك ، إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)(٢). قال : «ذلك إلي ، إن شئت أخبرتهم ، وإن شئت لم أخبرهم. لكني أخبرك بتفسيرها»؟ قلت : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)؟ قال : فقال : «هي في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، كان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقول : ما لله عزوجل آية هي أكبر مني ، ولا لله نبأ أعظم مني» (٣).
وقال إسماعيل الجعفي : كنت في المسجد الحرام قاعدا ، وأبو جعفر عليهالسلام في ناحية ، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة ، وإلى الكعبة مرة ، ثم قال : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(٤) ، وكرّر ذلك ثلاث مرات ، ثم التفت إليّ ، فقال : «أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية ، يا عراقي؟» قلت : يقولون أسرى به
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٣٧٦.
(٢) النبأ : ١ ـ ٢.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ١٦١ ، ح ٣.
(٤) الأسراء : ١.