فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، كنا في سرادق العرش نسبح الله ، فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله آدم عليهالسلام بألفي عام. فلما خلق الله عزوجل آدم عليهالسلام ، أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس فإنه أبى أن يسجد. فقال الله تبارك وتعالى : (يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) قال : من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش. فنحن باب الله الذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبّنا أحبه الله ، وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه الله ، وأسكنه ناره ، ولا يحبّنا إلا من طاب مولده» (١).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٧٧) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ) (٧٨) [سورة ص : ٧٨ ـ ٧٦]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن إبليس قاس نفسه بآدم ، فقال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ، فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم عليهالسلام بالنار ، كان ذلك أكثر نورا وسنا من النار» (٢).
وقال عيسى بن عبد الله القرشي : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال له : «يا أبا حنيفة ، بلغني أنك تقيس»؟ قال : نعم. قال : «لا تقس ، فإن أول من قاس إبليس حين قال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ، فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس نوريّة آدم بنورية النار ، عرف فضل ما بين النّورين ، وصفاء أحدهما على الآخر» (٣).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٠٨ ، ح ١١.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ١٨.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ٢٠.