فحمل نوح عليهالسلام في السفينة من الأزواج الثمانية التي قال الله : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ، مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ)(١) ، (وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ)(٢) ، فكان زوجين من الضأن : زوج يربيها الناس ويقومون بأمرها ، وزوج من الضأن التي تكون في الجبال الوحشية ، أحلّ لهم صيدها ، ومن المعز اثنين يكون زوج يربيه الناس ، وزوج من الظباء ، سمي الزوج الثاني ، ومن البقر اثنين : زوج يربّيه الناس ، وزوج هو البقر الوحشي ، ومن الإبل زوجين : وهي البخاتي والعراب ، وكلّ طير وحشي أو إنسي ، ثم غرقت الأرض» (٣).
وقال الطبرسي في (الاحتجاج) : عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، مما تأويله غير تنزيله ، قال : «وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ، وقال : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ)(٤) ، فإنزال ذلك خلقه» (٥).
وقال علي بن إبراهيم : (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) ، قال : الظلمات الثلاث : البطن والرحم والمشيمة (٦).
وقال الطبرسي : عن أبي جعفر عليهالسلام : «ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة» (٧).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ
__________________
(١) الأنعام : ١٤٣.
(٢) الأنعام : ١٤٤.
(٣) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ١٤٧ ، ح ٢٦.
(٤) الحديد : ٢٥.
(٥) الاحتجاج : ٢٥٠.
(٦) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٤٦.
(٧) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٧٦٦.