لهم : أن رسل الجبار على باب العرصة ، وهم ألف ملك ، أرسلهم يهنئون ولي الله ، فأعلموه مكانهم ، قال : فيعلمه الخدام مكانهم. قال : فيأذن لهم فيدخلون على ولي الله ، وهو في الغرفة ، ولها ألف باب ، وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به ، فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولي الله ، فتح كل ملك بابه الذي قد وكلّ به ، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة ، فيبلّغونه رسالة الجبار ، وذلك قول الله : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ)(١) يعني من أبواب الغرفة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)(٢) ، وذلك قوله : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)(٣) يعني بذلك وليّ الله وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم ، وأنّ الملائكة من رسل الله الجبّار ليستأذنوا عليه فلا يدخلون إلا بإذنه ، فذلك الملك العظيم ، والأنهار تجري من تحتها» (٤).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٢١) [سورة الزمر : ٢١]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ) : «والينابيع : هي العيون والركايا ممّا أنزل الله من السماء فأسكنه في الأرض. (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ) بذلك حتّى يصفرّ (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) والحطام إذا يبست وتفتّتت» (٥).
__________________
(١) الرعد : ٢٣ ـ ٢٤.
(٢) الرعد : ٢٣ ـ ٢٤.
(٣) الإنسان : ٢٠.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٤٦.
(٥) نفس المصدر السابق : ج ٢ ، ص ٢٤٨.