وأعمالهم الصالحة (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) أي : أسقط الله عنهم عقاب الشرك والمعاصي التي فعلوها قبل ذلك بإيمانهم وإحسانهم ورجوعهم إلى الله تعالى (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ) أي : ثوابهم (بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) أي : بالفرائض والنوافل ، فهي أحسن أعمالهم ، لأن المباح ، وإن كان حسنا ، فلا يستحق به ثواب ، ولا مدح (١).
* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (٣٧) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٣٩) [سورة الزمر : ٣٦ ـ ٣٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : المعنى : لما وعد الله سبحانه الصادق والمصدق ، عقبه بأنه يكفيهم ، وإن كانت الأعداء تقصدهم ، وتؤذيهم ، فقال : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) استفهام يراد به التقرير ، يعني به محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم يكفيه عداوة من يعاديه ويناوئه (وَيُخَوِّفُونَكَ) يا محمد (بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) كانت الكفار تخوفه بالأوثان التي كانوا يعبدونها ، لأنهم قالوا له : إنا نخاف أن تهلكك آلهتنا. وقيل : إنه لما قصد خالد لكسر العزى بأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قالوا : إياك يا خالد فبأسها شديد! فضرب خالد أنفها بالفأس وهشمها وقال : كفرانك
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٤٠٠.