* س ٢٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦١) [سورة الزمر : ٦١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : لما أخبر الله سبحانه عن حال الكفار ، عقبه بذكر حال الأتقياء الأبرار ، فقال : (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا) معاصيه خوفا من عقابه (بِمَفازَتِهِمْ) أي : بمنجاتهم من النار. وأصل المفازة المنجاة ، وبذلك سميت المفازة على وجه التفاؤل بالنجاة منها ، كما سموا اللديغ سليما. (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) أي : لا يصيبهم المكروه والشدة (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما فاتهم من لذات الدنيا (١).
وجاء في (تحف العقول) : عن الحسن بن علي عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : «وأوصاكم بالتقوى» وجعل التقوى منتهى رضاه ، والتقوى باب كلّ توبة ، ورأس كلّ حكمة ، وشرف كلّ عمل ، بالتقوى فاز من فاز من المتقين ، قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً)(٢) ، وقال تعالى : (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٣).
* س ٢٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (٦٢) [سورة الزمر : ٦٢]؟!
الجواب / قال ياسر الخادم : قلت للرضا عليهالسلام : ما تقول في التفويض؟ فقال : «إن الله تعالى فوّض إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر دينه ، فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٤) ، فأمّا الخلق والرزق فلا». ثم قال عليهالسلام : «إن الله تعالى يقول : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ، ويقول تعالى : (اللهُ الَّذِي
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٤١٣.
(٢) النبأ : ٣١.
(٣) تحف العقول : ص ٢٣٢.
(٤) الحشر : ٧.