أن يكف عن شتم آلهتنا فلا يذكرها بسوء. فنزل : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ)(١).
* س ٣١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (٦٦) [سورة الزمر : ٦٥ ـ ٦٦]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) ، قال : «يعني إن أشركت في الولاية غيره (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) يعني بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك» (٢).
وقال أبو حمزة : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) ، قال : «تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي عليهالسلام من بعدك ليحبطنّ عملك ولتكونن من الخاسرين» (٣).
وقال أبو موسى المشرقاني : كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين ، فسألوه عن قول الله عزوجل : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) ، فقال : ليس حيث تذهبون ، إن الله عزوجل حيث أوحى إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقيم عليّا عليهالسلام للناس علما ، اندسّ إليه معاذ بن جبل ، فقال : أشرك في ولايته ـ أي الأول والثاني ـ حتى يسكن الناس إلى قولك ويصدقوك ، فلما أنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)(٤) شكا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى جبرئيل ، فقال : «إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني» ، فأنزل الله عزوجل :
__________________
(١) المناقب : ج ١ ، ص ٥٩.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٣٥٣ ، ح ٧٦.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٥١.
(٤) المائدة : ٦٧.