قال : فقال له القرشي : فإن لم يكن للظالم حسنات؟ قال : «إن لم يكن للظالم حسنات ، فإنّ للمظلوم سيئات ، يؤخذ من سيئات المظلوم ، فتزاد على سيئات الظالم» (١).
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ) قال : الشهداء : الأئمة عليهمالسلام ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الحج : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا) ـ أنتم يا معشر الأئمة ـ (شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)(٢).
* س ٣٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)(٧٢) [سورة الزمر : ٧٠ ـ ٧٢]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) أي : يعطي كل نفس عاملة بالطاعات ، جزاء ما عملته على الوفاء والكمال ، دون النقصان (وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ) أي : والله سبحانه أعلم من كل أحد بما يفعلونه من طاعة ، أو معصية ، ولم يأمر الملائكة بكتابة الأعمال لحاجة إلى ذلك ، بل لزيادة تأكيد ، وليعلموا أنه يجازيهم بحسب ما عملوا.
ثم أخبر سبحانه عن قسمة أحوال الخلائق في المحشر ، بعد فصل القضاء ، فقال : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي : يساقون سوقا في عنف (إِلى
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٠٤ ، ح ٧٩.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، والآية من سورة الحج : ٧٨.