جَهَنَّمَ زُمَراً) أي : فوجا بعد فوج ، وزمرة بعد زمرة (حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها) أي : حتى إذا انتهوا إلى جهنم ، فتحت أبواب جهنم عند مجيئهم إليها ، وهي سبعة أبواب (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) الموكلون بها على وجه التهجين لفعلهم ، والإنكار عليهم (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) أي : من أمثالكم من البشر. (يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ) يقرؤون عليكم حجج ربكم ، وما يدلكم على معرفته ، ووجوب عبادته. (وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) أي : ويخوفونكم من مشاهدة هذا اليوم وعذابه.
(قالُوا) أي : قال الكفار لهم : (بَلى) قد جاءتنا رسل ربنا ، وخوفونا بآيات الله (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) أي : وجب العقاب على من كفر بالله تعالى ، لأنه أخبر بذلك ، وعلم من يكفر ، ويوافي بكفره ، فقطع على عقابه ، فلم يكن شيء يقع منه خلاف ما علمه ، وأخبر به ، فصار كوننا في جهنم موافقا لما أخبر به تعالى ، ولما علمه. (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) أي : فيقول عند ذلك خزنة جهنم ، وهم الملائكة الموكلون : ادخلوا أبواب جهنم مؤبدين ، لا آخر لعقابكم (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) أي : بئس موضع إقامة المتكبرين عن الحق وقبوله ، جهنم (١).
* س ٣٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) (٧٣) [سورة الزمر : ٧٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً) أي جماعة (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٤١٧ و ٤١٩.