بمنزلة الكعك ، ثم يدقّ دقا ناعما ، ويجعل في إناء ضيق مغطى ، فمن احتاج إليه لوجع في فؤاده أو لمغمى عليه ، أو وجع الكبد أو الطحال ، يستفّ منه ، برىء بإذن الله تعالى» (١).
* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٢) [سورة المؤمن : ١ ـ ٢]؟!
الجواب / ١ ـ قال سفيان بن سعيد الثوري : قلت للصادق عليهالسلام : أخبرني يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن (حم) و (حم عسق)(٢)؟ قال : «أما (حم) فمعنا الحميد المجيد ، وأمّا (حم عسق) فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر القوي» (٣).
٢ ـ أقول : في الآية الثانية ـ كما جرى على ذلك الأسلوب القرآني ـ حديث عن عظمة القرآن ، وإشارة إلى أنّ هذا القرآن بكل ما ينطوي عليه من عظمة وإعجاز وتحدّ ، إنما يتشكّل في مادته الخام من حروف الألف باء ... وهنا يكمن معنى الإعجاز.
يقول تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). إنّ قدرته تعالى تعجز الأشياء الأخرى عن الوقوف إزاءه ، فقدرته ماضية في كلّ شيء ، وعزته مبسوطة ، أمّا عليه تعالى فهو في أعلى درجات الكمال ، بحيث يستوعب كل احتياجات الإنسان ويدفعه نحو التكامل.
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي
__________________
(١) البرهان : ج ٨ ، ص ٤٠٨.
(٢) الشورى : ١ و ٢.
(٣) معاني الأخبار : ص ٢٢ ، ح ١.