اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) (١٢) [سورة المؤمن : ٦ ـ ١٢]؟!
الجواب / قال أحمد بن محمد البرقيّ ـ في حديث رفعه ـ : سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان فيما سأله أن قال له : أخبرني عن الله عزوجل ، أين هو؟
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «هو ها هنا وها هنا ، وفوق وتحت ، ومحيط بنا ومعنا ، وهو قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا)(١) فالكرسيّ حيط بالسماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)(٢) ، وذلك قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(٣) فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه ، وليس يخرج من هذه الأربعة شيء خلق [الله] في ملكوته ، وهو الملكوت الذي أراه [الله] أصفياءه ، وأراه خليله عليهالسلام ، [فقال] : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)(٤) ، وكيف يحمل حملة العرش الله ، وبحياته حييت قلوبهم ، وبنوره اهتدوا إلى معرفته!» (٥).
وقال صفوان بن يحيى : سألني أبو قرّة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، فاستأذنته فأذن له فدخل ، فسأله عن الحلال والحرام ، ثم قال له : أفتقرّ أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن عليهالسلام : «كل محمول مفعول مضاف إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ ، والحامل
__________________
(١) المجادلة : ٧.
(٢) طه : ٧.
(٣) البقرة : ٢٥٥.
(٤) الأنعام : ٧٥.
(٥) الكافي : ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ١.