يجب أن يبصر المبصرات إذا وجدت المبصرات ، وحقيقتهما يرجع إلى كونه حيا لا آفة به. وقال قوم : معناه العالم بالمسموعات العالم بالمبصرات (١).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٢١) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢٢) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢٣) إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) (٢٥) [سورة المؤمن : ٢١ ـ ٢٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : يقول الله تعالى منبها لهؤلاء الكفار على النظر في ما نزل بالماضين جزاء على كفرهم فيتعظوا بذلك وينتهوا عن مثل حالهم ، فقال (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) والسير والمسير واحد ، وهو الجواز في المواضع ، وقوله (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ) أي يتكفروا في عواقب الكفار من قوم عاد وقوم لوط ، فيرون بلادهم هالكة وآثارهم دارسة ومنازلهم خالية بما حل بهم من عذاب الله ونكاله جزاء على جحودهم نعم الله واتخاذهم معه إلها غيره ، وكان الأمم الماضية أشد قوة من هؤلاء. والقوة هي القدرة ، ومنه قوله (الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)(٢) وقد يعبر بالقوة عن الصلابة ، فيقال : خشبة قوية وحبل قوي أي صلب ، وأصله من قوى الحبل ،
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٦٦.
(٢) هود : ٦٦ ، الشورى : ١٩.