* س ٢٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٥٤) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦) لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ)(٥٩) [سورة المؤمن : ٥٣ ـ ٥٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم بين سبحانه نصرته موسى وقومه ، فقال : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى) أي : أعطيناه التوراة فيها أدلة واضحة على معرفة الله ، وتوحيده. (وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) أي : وأورثنا من بعد موسى بني إسرائيل التوراة ، وما فيه من البيان (هُدىً) أي : هو هدى أي : دلالة يعرفون بها معالم دينهم (وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) أي : وتذكير لأولي العقول ، لأنهم الذين يتمكنون من الانتفاع به دون من لا عقل له. ويجوز أن يكون (هُدىً) ، و (ذِكْرى) منصوبين على أن يكونا مصدرين ، وضعا موضع الحال من الكتاب ، بمعنى هاديا ومذكرا.
ويجوز أن يكون بمعنى المفعول له أي : للهدى والتذكير. ثم أمر نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالصبر فقال : (فَاصْبِرْ) يا محمد على أذى قومك ، وتحمل المشاق في تكذيبهم إياك (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) الذي وعدك به من النصر في الدنيا ، والثواب في الآخرة (حَقٌ) لا خلف فيه (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) من جوز الصغائر