كنت أرضى أعمالك ، وأنا أرضى لك أحسن الجزاء ، فإن أفضل جزاء عندي أن أسكنك الجنة. وهو قوله تعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(١).
* س ٣٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٦١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٦٤) [سورة المؤمن : ٦١ ـ ٦٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم ذكر سبحانه ما يدل على توحيده فقال : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ) معاشر الخلق (اللَّيْلَ) وهو ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني (لِتَسْكُنُوا فِيهِ) أي : وغرضه في خلق الليل سكونكم ، واستراحتكم فيه من كد النهار وتعبه (وَالنَّهارَ مُبْصِراً) أي : وجعل لكم النهار ، وهو ما بين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ، مضيئا تبصرون فيه مواضع حاجاتكم. فجعل سبحانه النهار مبصرا ، لما كان يبصر فيه المبصرون. (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) بهذه النعم من غير استحقاق منهم لذلك ، ولا تقدم طلب. (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) أي : ومع هذا فإن أكثر الناس لا يعترفون بهذه النعم ، بل يجحدونها ويكفرون بها. ثم قال سبحانه مخاطبا لخلقه : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) أي : الذي أظهر هذه الدلالات ، وأنعم بهذه النعم ، هو الله خالقكم ومالككم (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) من السماوات والأرض ، وما بينهما (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أي : لا يستحق العبادة سواه (فَأَنَّى
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٥٩.