الجبار : ردوه. فيردونه ، فيقول له : لم التفتّ إلي؟ فيقول : يا رب ، لم يكن ظني بك هذا. فيقول : وما كان ظنك بي؟ فيقول : يا رب ، كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي ، وتسكنني جنتك. قال : فيقول الجبار : يا ملائكتي ، لا وعزتي وجلالي وآلائي وعلوي وارتفاع مكاني ، ما ظن بي عبدي هذا ساعة من خير قط ، ولو ظن بي ساعة من خير ما روعته بالنار ، أجيزوا له كذبه ، وأدخلوه الجنة.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليس من عبد يظن بالله خيرا إلا كان عند ظنّه به ، وذلك قوله تعالى : (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليس من عبد ظن بالله خيرا إلا كان عند ظنه به ، ولا ظن به سوءا إلا كان عند ظنه به ، وذلك قوله تعالى : ـ (الآية السابقة)» ـ (٢).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤) وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (٢٥) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧) ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) (٢٨) [سورة فصّلت : ٢٤ ـ ٢٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٦٤.
(٢) الزهد : ص ٩٧ ، ح ٢٦٢.