* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)(٣٥) [سورة فصّلت : ٣٤ ـ ٣٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) : «الحسنة : التقية ، والسيئة : الإذاعة».
وقوله عزوجل : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)(١) قال : «التي هي أحسن : التقية (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)(٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أمرت بالتقية ، فسارّ بها عشرا حتى أمر أن يصدع بما أمر ، وأمر بها علي ، فسار بها حتى أمر أن يصدع بها ، ثم أمر الأئمة بعضهم بعضا فساروا بها ، فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرد السيد ، ولم يأخذ من الناس ولم يعطهم إلا بالسيف» (٣).
وعن محمد بن فضيل ، عن العبد الصالح عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) ، فقال : «نحن الحسنة ، وبنو أمية السيئة» (٤).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «صافح عدوك وإن كره ، فإنه مما أمر الله عزّ
__________________
(١) المؤمنون : ٩٦ ، والآية في سورة فصلت بدون ذكر (السيئة) ولعله أراد بها هنا بيان المعنى.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٧٣ ، ح ٦ ، والمحاسن : ص ٢٥٧ ، ح ٢٩٧.
(٣) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٣٩ د ح ١٣.
(٤) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٤٠ ، ح ١٤.