عَلِيماً) بما يكون قبل كونه (حَكِيماً) فيما يخلقه. ولما نهاه عن متابعة الكفار ، وأهل النفاق ، أمره باتباع أوامره ونواهيه على الإطلاق فقال : (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) من القرآن ، والشرائع ، فبلغه ، واعمل به. (إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) أي : لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ، فيجازيكم بحسبها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر. (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) أي : فوض أمورك إلى الله حتى لا تخاف غيره ، ولا ترجو إلا خيره. (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) أي : قائما بتدبيرك ، حافظا لك ، ودافعا عنك (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥) [سورة الأحزاب : ٤ ـ ٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) : «قال علي بن أبي طالب عليهالسلام : ليس عبد من عبيد الله ، ممن امتحن الله قلبه للإيمان ، إلا ويجد مودتنا في قلبه ، فهو يودّنا ، وما من عبد من عبيد الله ممّن سخط الله عليه إلا ويجد بغضنا على قلبه ، فهو يبغضنا ، فأصبحنا نفرح بحبّ المحب لنا ، ونغتفر له ، ونبغض المبغض ، وأصبح محبنا ينتظر رحمة الله جلّ وعزّ ، فكأن أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار من النار ، فكأن ذلك الشفا قد انهار به في
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ١١٧.