* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٥) [سورة لقمان : ١ ـ ٥]؟!
الجواب / قوله (الم) تقدم تفسيره سابقا ...
وقال الشيخ الطوسي : وقوله (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) إشارة إلى آيات الكتاب التي وعدهم الله بإنزالها عليهم في الكتب الماضية ، قال أبو عبيدة (تِلْكَ) بمعنى هذه و (آياتُ الْكِتابِ) وإن كانت هي الكتاب فهو جائز ، كما قال (حَقُّ الْيَقِينِ)(١) وكما قالوا : مسجد الجامع ، وغير ذلك. (الْحَكِيمِ) من صفة الكتاب ، فلذلك جره وإنما وصف الكتاب بأنه (الْحَكِيمِ) مع أنه محكم لأنه يظهر الحق والباطل بنفسه ، كما يظهره الحكيم بقوله ، ولذلك يقال : الحكمة تدعو إلى الإحسان وتصرف عن الإساءة. وقال أبو صالح : أحكمت آياته بالحلال والحرام. وقال غيره : أحكمت بأن أتقنت (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)(٢). ثم قال هذا الكتاب (هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) أي دلالة موصلة لهم إلى الصواب وما يستحق به الثواب ، ورحمة رحمهمالله بها وأضافه إلى المحسنين وإن كان هدى لغيرهم لما كانوا هم المنتفعين به دون غيرهم كما قال (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(٣) والإحسان النفع الذي يستحق به الحمد فكل محسن يستحق الحمد وكل مسيء يستحق الذم ، وما يفعله الفاعل على أنه لا ظلم فيه لأحد لينقطع به عن قبيح في أنه إحسان فهو إحسان يستحق عليه الحمد ، لأن الحكمة تدعو إلى فعله على هذا الوجه ، ولا يدعو إلى أن
__________________
(١) الواقعة : ٩٥.
(٢) حم السجدة (فصلت) : ٤٢.
(٣) البقرة : ٢.