* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) (٢٥) [سورة الأحزاب : ٢٥]؟!
الجواب / قال زياد بن مطر : كان عبد الله بن مسعود يقرأ : «وكفى الله المؤمنين القتال بعلي».
وسبب نزول هذه الآية : أن المؤمنين كفوا القتال بعلي عليهالسلام ، وإن المشركين تحزّبوا ، واجتمعوا في غزاة الخندق ـ والقصة مشهورة ، غير أنا نحكي طرفا منها ـ وهو : أن عمرو بن عبد ودكّان فارس قريش المشهور ، وكان يعد بألف فارس ، وكان قد شهد بدرا ، ولم يشهد أحدا ، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى الناس مقامه ، فلما رأى الخندق ، قال : مكيدة ، ولم نعرفها من قبل. وحمل فرسه عليه ، فعطفه ، ووقف بإزاء المسلمين ، ونادى : هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد ، فقام علي عليهالسلام ، وقال : «أنا ، يا رسول الله». فقال له : «إنه عمرو ، اجلس» ، فنادى ثانية فلم يجبه أحد. فقام علي عليهالسلام ، وقال : «أنا يا رسول الله» ، فقال له : «إنه عمرو أجلس» فنادى ثالثة فلم يجبه أحد. فقام عليّ عليهالسلام ، وقال : «أنا يا رسول الله» فقال له : «إنّه عمرو». فقال : «وإن كان عمرا» فاستأذن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في برازه ، فأذن له.
قال حذيفة (رضي الله عنه) : فألبسه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم درعه [ذات] الفضول ، وأعطاه ذا الفقار ، وعمّمه عمامته السّحاب على رأسه تسعة أدوار ، وقال له : «تقدّم». فلما ولّى ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «برز الإيمان كله إلى الشرك كله ، اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ومن فوق رأسه ، ومن تحت قدميه». فلما رآه عمرو ، قال له : من أنت؟ قال : «أنا علي». قال : ابن عبد مناف؟ قال : «أنا علي بن أبي طالب» فقال : غيرك ـ يا ابن أخي ـ من أعمامك أسنّ منك ، فإني أكره أن أهرق دمك. فقال له