وقوله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) مع هذه الآية : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) وقد أخرت عنها في التأليف.
ثم خاطب الله عزوجل نساء نبيه ، فقال : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) إلى قوله تعالى : (نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً)(١).
ثم قال علي بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «أجرها مرتين ، وعذابها ضعفين ، كل هذا في الآخرة ، حيث يكون الأجر ، يكون العذاب» (٢).
وقال حريز : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) ، قال : «الفاحشة : الخروج بالسيف» (٣).
وقال محمد بن مسلم : قال أبو عبد الله عليهالسلام لي : «أتدري ما الفاحشة المبينة؟» قلت : لا. قال : «قتال أمير المؤمنين عليهالسلام يعني أهل الجمل (٤).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (٣٢) [سورة الأحزاب : ٣٢]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : المعنى : ثم أظهر سبحانه فضيلتهن على سائر النسوان بقوله : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) قال الزجاج : لم
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٣.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٣.
(٤) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٥٣ ، ح ١٣.