فقال أبو جعفر عليهالسلام : «يا زرارة ، أو ما علمت أنه ليس من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن؟ فهذا الذي في أيدي الناس ظهرها ، والذي حدثتك به بطنها (١).
وقال عبد الله بن بكير : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام جعلت فداك ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بقتل القبطيّ ، وقد علم أنّها كذّبت عليه أو لم يعلم ، وإنّما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت عليّ عليهالسلام؟ فقال : «بلى قد كان والله علم ، ولو كانت عزيمة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القتل ما رجع علي عليهالسلام حتى يقتله ، ولكن إنما فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لترجع عن ذنبها ، فما رجعت ، ولا اشتدّ عليها قتل رجل مسلم بكذبها (٢).
وقال الطبرسي في (الاحتجاج) في حديث ذكر فيه ما جرى بين الحسن ابن علي عليهماالسلام وبين جماعة من أصحاب معاوية بمحضره ، فقال الحسن عليهالسلام : «وأما أنت يا وليد بن عقبة ، فو الله ما ألومك أن تبغض عليا ، وقد جلدك في الخمر ثمانين ، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر ، أم كيف تسبه وقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسمّاك فاسقا! وهو قول الله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)(٣) ، وقوله عزوجل : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)(٤) ، وما أنت وذكر قريش ، وإنما أنت ابن علج ، من أهل صفوريّة ،
__________________
(١) تأويل الآيات : ص ٥٨٤ «طبع جماعة المدرسين.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣١٩.
(٣) السجدة : ١٨.
(٤) قيل : نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أرسله لجمع الزكاة من قبيلة بني المصطلق فلما علم بنو المصطلق أن مبعوث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قادم إليهم سرّوا كثيرا وهرعوا لاستقباله إلا أن الوليد حيث كانت له خصومة معهم في زمان الجاهلية ، شديدة ، تصوّر أنهم يريدون قتله. فرجع إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم «ومن دون أن يتحقق في الأمر وقال : يا رسول الله إنهم امتنعوا من دفع الزكاة. فغضب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك وصمّم على أن يقاتلهم فنزلت الآية آنفة الذكر. (مجمع البيان : ج ٩ ، ص ١٣٢).