* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (٢) فَالْجارِياتِ يُسْراً (٣) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (٤) إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) (٦) [سورة الذاريات : ١ ـ ٦]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) ، فقال : «إن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين عليهالسلام عن الذاريات ذروا ، فقال : هي الريح ، وعن الحاملات وقرا ، فقال : هي السّحاب ، وعن الجاريات يسرا فقال : هي السفن ، وعن المقسمات أمرا ، فقال : الملائكة. وهو قسم كله وخبر (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) يعني المجازاة والمكافأة (١).
وقال الشيخ في (التهذيب) مرسلا : قال الصادق عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) ، قال : «الملائكة تقسّم أرزاق بني آدم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه (٢).
وقال الطبرسي : قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهماالسلام : «لا يجوز لأحد أن يقسم إلا بالله تعالى ، والله تعالى يقسم بما يشاء من خلقه (٣).
وقال أبو حمزة : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) : «يعني في عليّ عليهالسلام : (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) يعني عليّا ، وعلي هو الدين (٤).
أقول : قال بعض المفسّرين (إِنَّما تُوعَدُونَ) يحمل معنى واسعا يشمل جميع الوعود الإلهية المتعلقة بيوم القيامة والدنيا وتقسيم الأرزاق ومجازاة المجرمين في هذه الدنيا والدار الآخرة وانتصار المؤمنين الصالحين.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٧.
(٢) التهذيب : ج ٢ ، ص ١٣٩ ، ح ٥٤١.
(٣) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٢٣.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٩.