اليهود والنصارى تعني ، يا رسول الله؟ قال : «فمن أعني! لتنقض عرى الإسلام عروة عروة ، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الأمانة ، وآخره الصلاة» (١).
قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه ، وحاسبه فيما بينه وبينه ، فيقول : عبدي فعلت كذا وكذا ، وعملت كذا وكذا؟ فيقول : نعم يا رب ، قد فعلت ذلك ، فيقول : قد غفرتها لك وأبدلتها حسنات. فيقول الناس : سبحان الله أما كان لهذا العبد ولا سيئة واحدة! وهو قول الله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً)(٢).
قلت : أي أهل؟ قال : «أهله في الدنيا هم أهله في الجنة ، إذا كانوا مؤمنين ، وإذا أراد الله بعبد شرا حاسبه على رؤوس الناس وبكّته (٣) ، وأعطاه كتابه بشماله ، وهو قول الله عزوجل : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً).
قلت : أيّ أهل؟ قال : «أهله في الدنيا».
قلت : قوله تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)؟ قال : «ظن أنه لن يرجع» (٤).
وقال أبو عبد الله ، عن أبيه عليهماالسلام : «أتي جبرئيل عليهالسلام إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٢.
(٢) قال أبو جعفر عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلّ محاسب معذّب ، فقال له قائل : يا رسول الله ، فأين قول الله عزوجل : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً)؟ قال : ذاك العرض» يعني التّصفّح. (معاني الأخبار : ص ٢٦٢ ، ح ١). وقال أبو عبد الله عليهالسلام : هو عليّ وشيعته يؤتون كتبهم بأيمانهم». (تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٨٢ ، ح ١).
(٣) بكّته : غلبه بالحجة ، وقرّعه وعنّفه.
(٤) الزهد : ج ٩٢ ، ص ٢٤٦.