النَّاسَ عَلَيَّ فَكَفَّ عُمَرُ وَقَالَ سَعِيدٌ أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنْ يَكُونَ قَاتِلُ أَبِي غَيْرَ ابْنِ عَمِّهِ (١) عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَخَذُوا فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَأَقْبَلَ عَلِيٌّ يَوْمَ بَدْرٍ نَحْوَ طُعَيْمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ فَشَجَرَهُ بِالرُّمْحِ وَقَالَ لَهُ وَاللهِ لَا تُخَاصِمُنَا فِي اللهِ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَداً.
وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِ أَنَّهُ لَمَّا عَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم حُضُورَ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ بَدْراً قَالَ اللهُمَّ اكْفِنِي نَوْفَلاً فَلَمَّا انْكَشَفَتْ قُرَيْشٌ رَآهُ عَلِيٌّ علیهما السلام وَقَدْ تَحَيَّرَ لَا يَدْرِي مَا يَصْنَعُ فَصَمَدَ لَهُ ثُمَّ ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَنَشِبَ فِي بَيْضَتِهِ فَانْتَزَعَهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ سَاقَهُ وَكَانَتْ دِرْعُهُ مُشَمَّرَةً (٢) فَقَطَعَهَا ثُمَّ أَجْهَزَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ فَلَمَّا عَادَ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم سَمِعَهُ يَقُولُ مَنْ لَهُ عِلْمٌ بِنَوْفَلٍ قَالَ أَنَا قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم وَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَجَابَ دَعْوَتِي فِيهِ.
غزوة أحد
كَانَتْ فِي شَوَّالٍ وَلَمْ يَبْلُغْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عُمُرِهِ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً وَسَبَبُهَا أَنَّ قُرَيْشاً لَمَّا كُسِرُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ وَأُسِرَ بَعْضُهُمْ حَزِنُوا لِقَتْلِ رُؤَسَائِهِمْ فَتَجَمَّعُوا وَبَذَلُوا أَمْوَالاً وَاسْتَمَالُوا جَمْعاً مِنَ الْأَحَابِيشِ وَغَيْرِهِمْ (٣) لِيَقْصِدُوا النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم بِالْمَدِينَةِ لِاسْتِئْصَالِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَوَلَّى كَسْرَ ذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَحَشَدَ وَحَشَرَ (٤) وَقَصَدَ الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم بِالْمُسْلِمِينَ فَكَانَتْ غَزْوَةُ أُحُدٍ وَنَفَقَ النِّفَاقُ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنَ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم فَتَعَامَلُوا بِهِ وَأَنْسَاهُمُ الْقَضَاءَ الْمُبْرَمَ سُوءُ الْعَاقِبَةِ وَالْمَآلِ فَرَجَعَ قَرِيبٌ مِنْ ثُلُثِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَقِيَ صلی الله علیه وسلم فِي سَبْعِمِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
________________
(١) وفي بعض النسخ «اما انه كان يسوؤني أن يكون قاتل أبى غير ابن عمه اه».
(٢) أي مجتمعة منضمة.
(٣) يقال : حبش قومه تحبيشا : جمعهم ، والاحبوش والأحابيش : الجماعة ليسوا من قبيلة واحدة (ه. م)
(٤) حشد الناس : جمعهم. وحشر بمعناه أيضا.