مشهد بصفين
رضيت بأن ألقى القيامة خائضا |
|
دماء نفوس حاربتك جسومها |
أبا حسن إن كان حبك مدخلي |
|
جحيما فإن الفوز عندي جحيمها |
وكيف يخاف النار من بات موقنا |
|
بأنك مولاه وأنت قسيمها |
وانتشر أمر الخوارج وقاموا على سوقهم في مخالفة ملة الإسلام واعتلوا بكلمة حق يراد بها باطل كما قَالَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَ نُفُوسِهِمْ فَمَرَقُوا مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السِّهَامِ فتجرد أمير المؤمنين لاستئصالهم بسيوف الانتقام وصدقهم الحملة بعزيمته التي لا تني دون إدراك القصد ونيل المرام.
وتلخيص حالهم كما أورده ابن طلحة رحمهالله وإن كانت هذه الوقائع مسطورة مبسوطة في كتب المؤرخين والأخباريين ـ أَنَّ عَلِيّاً علیهما السلام لَمَّا عَادَ مِنْ صِفِّينَ إِلَى الْكُوفَةِ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحَكَمَيْنِ أَقَامَ يَنْتَظِرُ انْقِضَاءَ الْمُدَّةِ الَّتِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُعَاوِيَةَ لِيَرْجِعَ إِلَى الْمُقَاتَلَةِ وَالْمُحَارَبَةِ إِذِ انْخَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْ خَاصَّةِ أَصْحَابِهِ فِي أَرْبَعَةِ آلَافِ فَارِسٍ وَهُمُ الْعُبَّادُ وَالنُّسَّاكُ فَخَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ وَخَالَفُوا عَلِيّاً علیهما السلام وَقَالُوا لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ وَلَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللهَ وَانْحَازَ إِلَيْهِمْ نَيِّفٌ عَنْ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ مِمَّنْ يَرَى رَأْيَهُمْ فَصَارُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً وَسَارُوا إِلَى أَنْ نَزَلُوا بِحَرُورَاءَ وَأَمَّرُوا عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْكَوَّاءِ فَدَعَا عَلِيٌّ علیهما السلام عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِمْ فَحَادَثَهُمْ وَأَطَالَ فَلَمْ يَرْتَدِعُوا وَقَالُوا لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا عَلِيٌّ بِنَفْسِهِ لِنَسْمَعَ كَلَامَهُ عَسَى أَنْ يَزُولَ مَا بِأَنْفُسِنَا إِذَا سَمِعْنَاهُ فَرَجَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَهُ فَرَكِبَ فِي جَمَاعَةٍ وَمَضَى إِلَيْهِمْ فَرَكِبَ ابْنُ الْكَوَّاءِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ فَوَاقَفَهُ ـ : فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ علیهما السلام يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ إِنَّ الْكَلَامَ كَثِيرٌ فَأَبْرِزْ إِلَيَّ مِنْ أَصْحَابِكَ لِأُكَلِّمَكَ فَقَالَ وَأَنَا آمَنُ مِنْ سَيْفِكَ فَقَالَ نَعَمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ علیهما السلام عَنِ الْحَرْبِ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَذَكَرَ لَهُ رَفْعَ الْمَصَاحِفِ عَلَى الرِّمَاحِ وَأَمْرَ الْحَكَمَيْنِ وَقَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ يَخْدَعُونَكُمْ بِهَا فَإِنَّ الْحَرْبَ قَدْ عَضَّتْهُمْ فَذَرُونِي أُنَاجِزْهُمْ فَأَبَيْتُمْ أَلَمْ أُرِدْ أَنْ أَنْصَبَ ابْنَ عَمِّي حَكَماً وَقُلْتُ إِنَّهُ لَا يَنْخَدِعُ فَأَبَيْتُمْ إِلَّا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَقُلْتُمْ رَضِينَا بِهِ حَكَماً فَأَجَبْتُكُمْ كَارِهاً وَلَوْ وَجَدْتُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَعْوَاناً غَيْرَكُمْ لَمَا