بذلت نفسك في نصر النبي ولم |
|
تبخل وما كنت في حال أخا بخل |
وقمت منفردا كالرمح منتصبا |
|
لنصره غير هياب ولا وكل (١) |
تردي الجيوش بعزم لو صدمت به |
|
صم الصفا لهوى من شامخ القلل |
يا أشرف الناس من عرب ومن عجم |
|
وأفضل الناس في قول وفي عمل |
يا من به عرف الناس الهدى وبه |
|
ترجى السلامة عند الحادث الجلل |
يا من أعاد رسوم العدل جالية |
|
وطالما سترتها وحشة العطل |
يا فارس الخيل والأبطال خاضعة |
|
يا من له كل خلق الله كالخول (٢) |
يا سيد الناس يا من لا مثيل له |
|
يا من مناقبه تسري سرى المثل |
خذ من مديحي ما أسطيعه كرما |
|
فإن عجزت فإن العجز من قبلي |
وسوف أهدي لكم مدحا أحبره |
|
إن كنت ذا قدرة أو مد في أجلي |
فصل
في ذكر كراماته وما جرى على لسانه من إخباره بالمغيبات
قال ابن طلحة رحمهالله اعلم أكرمك الله بالهداية إليه أن الكرامة عبارة عن حالة تصدر لذي التكليف خارقة للعادة لا يؤمر بإظهارها وبهذا القيد يظهر الفرق بينها وبين المعجز فإن المعجزة مأمور بإظهارها لكونها دليل صدق النبي في دعواه النبوة فالمعجزة مختصة بالنبي لازمة له إذ لا بد له منها فلا نبي إلا وله معجزة والكرامة مختصة بالولي إكراما له لكن ليست لازمة له إذ توجد الولاية من غير كرامة فكم من ولي لم يصدف عنه شيء من الخوارق إذا عرفت هذه المقدمة فقد كان علي علیهما السلام من أولياء الله تعالى وكان له علیهما السلام كرامات صدرت خارقة للعادة أكرمه الله بها.
فمنها إخباره علیهما السلام بحال الخوارج المارقين وأن الله تعالى أطلعه على أمرهم
________________
(١) الهياب : الخائف. والوكل : الجبان. العاجز.
(٢) الخول : العبيد والإماء.