فِي الْجَنَّةِ مَعَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَأَنْتَ أَخِي وَرَفِيقِي ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (١) الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ.
وَبِالْإِسْنَادِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ عَلِيّاً كَانَ يَقُولُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ) لَأُقَاتِلَنَّ عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ حَتَّى أَمُوتَ وَاللهِ إِنِّي لَأَخُوهُ وَوَلِيُّهُ وَابْنُ عَمِّهِ وَوَارِثُهُ وَمَنْ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي؟!.
وَبِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ طَلَبَنِي رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَوَجَدَنِي فِي حَائِطٍ نَائِماً فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ قُمْ وَاللهِ لَأَرْضِيَنَّكَ أَنْتَ أَخِي وَأَبُو وُلْدِي تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي مَنْ مَاتَ عَلَى عَهْدِي فَهُوَ فِي كَنَفِ اللهِ (٢) وَمَنْ مَاتَ عَلَى عَهْدِكَ فَقَدْ (قَضى نَحْبَهُ) وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ يَخْتِمُ اللهُ لَهُ بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ.
عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ وَفِي آخِرِهِ عَلِيٌّ أَخِي وَصَاحِبُ لِوَائِي.
وَعَنْ عَلِيٍّ علیهما السلام بِالْإِسْنَادِ قَالَ جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيهِمْ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ (٣) قَالَ فَصَنَعَ لَهُمْ مُدّاً مِنْ طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا قَالَ وَبَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ ثُمَّ دَعَا بِغَمْرٍ (٤) فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا وَبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ يُشْرَبْ مِنْهُ وَلَمْ يُمَسَّ فَقَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ خَاصَّةً وَإِلَى النَّاسِ عَامَّةً وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رَأَيْتُمْ فَأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَصَاحِبِي قَالَ فَلَمْ يُقِمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي.
قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته ـ علي بن عيسى بن أبي الفتح عفا الله تعالى
________________
(١) الصافّات : ٤٤.
(٢) وفي المخطوطتين «في كنز اللّه» مكان «كنف اللّه».
(٣) الجذعة مؤنث الجذع وهو من البقر والمعز : ما دخل في السنة الثانية. والفرق مكيال قيل إنه ستة عشر رطلا.
(٤) الغمر ـ كصرد ـ : قدح صغير وقيل : أصغر الاقداح.